الإفادة من المجرات والخط العربى فى ابتکار تصميمات لمعلقات طباعية

"أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ کَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ" سورة (ق) الآية (6).
وإذا تأملنا المجرات النجمية کأحد الظواهر الکونية ، نجد بها کثير من القوى الحرکية التى تظهر بوضوح من خلال حرکة الخط اللولبى أو الحلزونى أو المستقيم ، والأشکال التى تأخذ الشکل القوسى والمساحات المتشعبة ، ونلاحظ أيضا تنوع الألوان وتوافقها، والوحدة ،والتناغم ،والذى يثرى الفنان بالفکر الإبداعى .
" ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ" سورة القلم الآية (1). الخط  العربى هندسة روحانية وإن ظهرت بآلة جسمانية ، وهو أحد أبرز مظاهر العبقرية الفنية عند العرب ، وعندما نطالع أحد المخطوطات القديمة أو المصاحف أو الکتب الإسلامية ونشاهد العبارات التى خطها الخطاطون والفنانون المسلمون قبل أکثر من ألف عام يتأکد حق الخطاط والفنان العربى أن يفاخر بمرجعية ثقافية تاريخية قبل أن توجد فى عالم اليوم، الذى لاتوجد فيه ثقافة متصلة بهذا التاريخ المشرف. فهذا الفن الذى ارتبط بمنطق خاص يستمد تألقه من الأبعاد الروحية التى يلخصها الفهم الإسلامى للجمال، بات اليوم على تماس مع الکثيرمن القيم العصرية التي تفتح الباب على مصراعيه أمام استخدامات الخط فى المعلقات الطباعية الحروفية ومن ثم اللوحة التشکيلية الحديثة.
تتحدد مشکلة الدراسة فى التساؤل التالى :کيف يمکن الاستفادة من القيم الجمالية للدمج بين المجرات النجمية والخط العربى فى ابتکار تصميمات معلقات حائطية طباعية؟.ويهدف البحث إلى الاستفادة من القيم الجمالية التى تنتج عن الدمج بين المجرات النجمية والخط العربى فى ابتکار تصميمات لمعلقات طباعية حائطية. وترجع أهمية البحث فى إلقاء الضوء على القيم الجمالية والتشکيلية للخط العربى والمجرات النجمية ،والدمج بينهما  کمدخل لابتکار تصميمات حائطية للمعلقات الطباعية .تقتصر حدود الدراسة على الدمج بين الخط العربى والمجرات النجمية فى تصميم معلقات  طباعية حائطية ، وذلک من خلال تجربة ذاتية .يتبع هذا البحث کلا من المنهج الوصفى  و المنهج التجريبى؛ المنهج الوصفى : فى وصف وتحليل التصميمات الناتجة عن الدمج بين المجرات النجمية، والخط العربى. والمنهج التجريبى: وذلک فى عمل تجارب تصميمة للوصول إلى أفضل النتائج.
تم ابتکار عشرون تصميماَ ، ثبت من خلال أراء المحکمين ملاءمتهم من الجانبين الجمالى والوظيفى، ويوصى بتدريس الخط العربى بتوسع فى المدارس وکليات الفنون والتربية النوعية، والاهتمام باستخدام الخط العربى فى مجال طباعة المنسوجات ، کما يوصى بالتأمل والبحث فى الطبيعة عامة ، والمجرات النجمية خاصة للارتقاء بالقدرات الابتکارية لطلاب الفنون ، وضرورة عمل دراسات بينية لربط العلوم بالفنون ، وضرورة الاهتمام باستحداث رؤى فنية معاصرة.