استحداث أعمال نحتية ملونة باستخدام تقنيات الطباعة الرقمية فى التشكيل المباشر

        منذ منتصف القرن العشرين بدأ العالم عصراً جديداً اطلق عليه عصر ( ثورة التكنولوجيا الرقمية )، وأصبح إدراك الإنسان لمقومات هذا العصر وإرتباطه به ضرورة حتميه تتطلب المزيد من الجهد؛ لمواكبة هذا التقدم المستمرللاستفادة من الأشكال، وتقنيات التقدم التكنولوجي التى تطرأ علية كل يوم.
حيث خضع الفن التشكيلى وبخاصة النحت والطباعة خلال العقدين الماضيين لمجال التجريب من خلال البحث عن الأدوات والتقنيات الغير تقليدية المتنوعة كالليزر والكمبيوتر وغيرها، مما فتح مجالاً واسعاً للتجريب لدعم قدرات الفنان الابتكارية والإبداعية بما توفره من إمكانيات ذات طبيعة تفاعلية بين العملية الابتكارية والإنتاجية بالإضافة للمرونة العالية للتأقلم مع متغيرات التصميم.( عبد العظيم الفرجانى 2002 )
ويعد توظيف اللون فى النحت المعاصر من أهم المجالات؛ فقد لفت الأهتمام بالفنون القديمة والبدائية أنظار الفنانين منذ بداية القرن العشرين إلى أهمية استعادة اللون لدورة المؤثر فى الأعمال النحتية وتحديداًعلاقة اللون بعناصر التشكيل النحتى من حيث الكتلة وأسطحها، والفراغ، والملمس مبرزاً دور اللون المؤثر على كل منها، وأهميتة كضرورة فنية فى الأشكال النحتية . حيث ارتبط النحت الملون بالعوامل الفكرية والتكنولوجية التى أتاحت الأستفادة من التخصصات الأخرى مثل طباعة المنسوجات حيث ظهرت حلول تشكيلية وتعبرية جديدة دعمت الجهود المبذولة لفهم فلسفة استخدام النحت الملون وإدراكة وتوظيفة من خلال الأساليب والتقنيات الطباعية الحديثة التى يمكن الأستفادة منها فى مجال التعليم (على الصهبى – 2018م .)
 
     ويعد مجال طباعة المنسوجات  من المجالات الأكثر أصاله وثراء والتى كان لها عظيم الأثر فى تنمية الفكر الأبداعى لما تتميز به من إماكانات واسعة للحصول على تأثيرات ملمسية ولونية متفردة، بتقنيات متعددة  تسهم بشكل مباشر فى التفاعل المستمر مع المجتمع، وتعد  من أهم المجالات التطبقية التى يمكن من خلالها تقديم منتجات نفعية ذات قيمة جمالية متميزة لذا فقد إتجة كثير من الفنانين إلى التجريب المستمر فى الخامات والأدوات والأسطح الطباعية وتنوع الأساليب والجمع بين التقنيات المختلفة مما أثمر عن معطيات وقيم تشكيلية جديدة وتأثيرات بصرية متنوعة، وعلاقات لونية متفردة بعيدة عن النمطية تلبى الأحتياجات الفنية وطموح الفنان كمحرك للأبداع .
            ومن هنا اتجه البحث إلى الاستفادة فى الجانب التطبيقى لإنتاج نحت مطبوع ثلاثى الأبعاد باستخدام برامج الجرافيك المتنوعة، وترجمتها إلى أعمال نحتية ملموسة من خلال جهاز  CNC Router" 3D" وتلوينها بالطباعة الرقمية. من خلال التجريب بين احدث تقنيات النحت والطباعة  بالمزج بين النحت والطباعة لاستحداث أعمال فنية ملونه باستخدام التقنيات الرقمية في التشكيل المباشر.