فعالية التعلم التعاوني في تنمية الجوانب الأدائية والمهارية لطباعة أوشحة المرأة العصرية المطبوعة بأسلوب الماربلنج

نوع المستند : بحوث کاملة محکمة

المؤلف

قسم التربية الفنية - کلية التربية النوعية - جامعة أسيوط

المستخلص

إن عمليات تطوير المناهج الدراسية والأخذ بأحدث الاتجاهات في تدريسها والاستعانة بوسائل التقدم التکنولوجي في تنفيذها والعناية بعملية إعداد المعلم وغيرها کلها أهداف وغايات تربوية جديرة بالاهتمام لکنها ستظل محدودة ما لم تتجه النية إلى خلق مناخ تعليمي يحقق التوازن بين إثارة القدرة على التحصيل المعرفي وإثارة القدرة الابتکارية لدى المعلمين، فالتحديات التي يواجهها العالم اليوم والتغيير السريع الذي طرأ على کافة نواحي الحياة وظهور مجتمع المعرفة يلقي علي المؤسسات التعليمية مسؤولية الأخذ بطرق ووسائل ونظريات وأساليب التعلم الحديثة لتحقيق أهدافها وتهيئة مجالات الخبرة للدارسين ليتم إعدادهم بدرجه عالية من الکفاءة والارتقاء بأدائهم.
 فالتعليم يعتبر من أهم المظاهر والسمات التى تلعب دورا حيويا في تقدم الکثير من الشعوب حيث أنه يؤثر تأثيرا إيجابيا وشاملا في تنشئة جيل جديد على أسس علميه متطورة وحديثة ، ويقاس هذا التقدم بمدي معرفتها لطرق ووسائل ونظريات طرق التدريس والتعلم الحديث ، وقد أضاف التطور العلمي والتکنولوجي الکثير من الوسائل الجديدة التي يمکن للمعلم الاستفادة منها في تهيئة مجالات الخبرة للدارسين حتى يتم إعدادهم بدرجة عالية من الکفاءة .
وقد أکد التربويون أن التعلم بوجه عام ليس مجرد نقل المعرفة إلي المتعلم بل هو عملية تعني بنمو المتعلم عقليا ، ومهاريا ، ووجدانيا ، أي تکامل شخصيته من مختلف جوانبها ، وأن دور المعلم لم يعد قاصراً علي الشرح والإلقاء واتباع الأساليب التقليدية في التدريس للمتعلم ، بل أصبحت مسؤوليته الأولي هي رسم مخطط لاستراتيجيات التدريس التي تعمل فيها طرق التدريس والوسائل التعليمية لتحقيق الأهداف المحددة ، ومن الاستراتيجيات التي تسهل عمليه التعلم ولاقت قبولا هي استراتيجيات التعلم النشط والتي من بينها  استراتيجية "التعلم التعاوني" ويعني المشارکة الجماعية في التعلم ، وهو يعد إحدى تقنيات التدريس التي جاءت بها الحرکة التربوية المعاصرة ،والتي أثبتت البحوث والدراسات أثرها الإيجابي في التحصيل الدراسي للطلاب، ويقوم على تقسيم الطلبة إلى مجموعات صغيرة تعمل معًا من أجل تحقيق هدف ، أو أهداف تعلمهم الصفي ، إن مثل هذا المفهوم ليس بجديد على المربين والمعلمين ، فهم يستخدمون التعلم الزمري کواحد من نشاطاتهم التعليمية المختلفة من وقت لأخر ، والمشکلة التي تبرز باستمرار في هذا الأسلوب هي اعتماد أعضاء المجموعة على طالب ، أو طالبين ليؤديا العمل ، ولکن ما جاء به التعلم التعاوني هو إيجاد هيکلية تنظيمية لعمل مجموعة الطلبة ، بحيث ينغمس کل أعضاء المجموعة في التعلم وفق أدوار واضحة ومحددة ، مع التأکيد أن کل عضو في المجموعة يتعلم المادة التعلمية  ، فالطالب المُتعلِم مشارک فعال يقوم بالمناقشات والبحث والتجريب، أما المُعلِم  فله دور الموجه لا دور الملقن وعليه أن يتخذ القرار بتحديد الأهداف التعلمية وتشکيل المجموعات، کما أن عليه أيضا شرح المفاهيم والاستراتيجيات الأساسية ومن ثم تفقد عمل المجموعات التعلمية وتعليم الطلاب مهارات العمل في المجموعات الصغيرة  بل وإدارة الموقف إدارة ذکية تحتم ضرورة الاندماج الفعال للمتعلِم بالموقف التعليمي وتقييم طلاب المجموعة باستخدام أسلوب تقييم محکي المرجع.
ونجد أن التعلم التعاوني هو أحد أساليب التعلم التي تتطلب من المتعلمين العمل في مجموعات صغيرة  لحل مشکلة ما أو لإکمال عمل معين أو لتحقيق هدف ما، حيث يشعر کل فرد من أفراد المجموعة بمسؤوليته نحو مجموعته فنجاحه أو فشله يمثل نجاح أو فشل لمجموعته، لذا يسعى کل فرد من أفراد المجموعة لمساعدة الأخرين وبذلک تشيع روح التعاون بينهم. وقد أکدت الدراسات والبحوث السابقة امکانية تطبيق استراتيجيات التعلم التعاوني في مختلف الفروع المعرفية والفنية وفى مختلف المراحل الدراسية ، واتفقت أيضا علي فاعليه التعلم التعاوني حيث أظهرت النتائج ارتباطا موجبا بين استخدام التعلم التعاوني وارتفاع مستوي التحصيل الأکاديمي والمهارات التعاونية للمتعلمين .
وتهدف شعبة تصميم الأزياء وتکنولوجيا المنسوجات بقسم الاقتصاد المنزلي  بکلية العلوم والآداب بجامعة الباحة بالمملکة العربية السعودية الي إعداد خريجات مؤهلات أکاديميًا ومهنيًا  لدخول مجال العمل في صناعة الملابس الجاهزة وتلبية احتياجات سوق العمل. الأمر الذي يستلزم ضرورة ترسيخ معايير جودة العملية التعليمية التربوية القائمة على التحسين المستمر في عمليتي التعليم والتعلم والارتباط الوثيق بين المناهج ومحتواها ووضوح غاياتها وواقعيتها وتطبيق استراتيجيات التدريس الفعالة لتحسين قدرات ومهارات المتعلمين.
وترى الباحثة ومن خلال التدريس لمقرر (طباعة 3 متقدم ) وهو أحد المقررات التخصصية المقررة على طالبات الفرقة الثالثة بقسم الاقتصاد المنزلي شعبة تصميم الأزياء وتکنولوجيا المنسوجات  بکلية العلوم والآداب بالمندق بجامعة الباحة أن التعلم التعاوني يعمل على تعزيز مستوى الإنجاز ورفعه بصورة أکبر مما  تحققه أنواع التعلم التنافسية الأخرى؛ ونظرا لأن مجال تصميم طباعة المنسوجات يتميز بخصائص مرنة تعتمد على الأساليب الفنية والتعبيرية الناتجة من عنصر التجريب وصولاً للإبداع والابتکار لذلک يُمکن من خلال تدريس طريقة طباعة الوشاح الحريمي المنفذ بأسلوب الماربلنج کأسلوب مبتکر توفير بيئة تعلُم غنية تنمي قدرات التفکير الابتکاري لتحقيق شخصية متکاملة عقلياً وانفعالياً واجتماعياً وتحقيق التنمية الشاملة واکتساب المهارات والخبرات العملية الملائمة، ويعد هذا البحث محاوله للاستفادة من استراتيجيات التعلم التعاوني کمدخل لتنميه الفکر الإبداعي لتصميم طباعة الوشاح الحريمي والتي يناسب المرأة العصرية من خلال عمل تصميمات الماربلنج المتنوعة والمبتکرة والمتفردة في محاولة للوصول لأفضل النتائج .
 

نقاط رئيسية

تخصص التربیة الفنیة - کلیة التربیة النوعیة -  جامعة أسیوط

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية