دمج وتطويع التراکيب النسجية کمدخل لإثراء المعلقة المنسوجة

نوع المستند : بحوث کاملة محکمة

المؤلف

قسم التربية الفنية – کلية التربية النوعية – جامعة المنصورة– مصر

المستخلص

إن النسيج اليدويأحد مجالات الفن التشکيليالذي يتضمن قدراً کبيراً من المعلومات والتدريبات المتصلة بالتراکيب والعمليات النسجية، والتي تعد مدخلاً مبتکراً في مجال التربية الفنية من شأنها أن تثريالمعلقات المنسوجة المتنوعة الاستخدام بالطابع الجمالي، ولما کانت التراکيب النسجية هي الأساس في صناعة النسيج لأنها تمثل العلاقة التي تربط بين خيوط السداء واللحمة لعمل التعاشق الذي يتکون منه المنسوج، فهيإذن تعد من الأسس البنائية التى تحظى باهتمام کثير في مجال الابتکارات الفنية النسجية.
وبناءاً عليه نشأت الفکرة البحثية فىالاستفادة من دمج وتطويع التراکيب النسجية المختلفة مثل "السادة، والمبرد، والأطلس" ومشتقاتها، والتىتعد من أهم المداخل الجمالية والتشکيلية المتنوعةلإثراء مجال المعلقة المنسوجة  المبتکرة،فى الحصول على إيقاعات فنية جمالية من خلال أسلوب نسجها وزخارفها وألوانها وتخانات خيوطها، وکذلک توزيع مساحاتها اللونية بين خيوط السداء وخيوط اللحمة، وحيث أن فن النسيج من الفنون اليدوية التي تعبر عن الروح الإنسانية فى صورة مادية.
ونجد أن للمعلقة المنسوجة أهمية حضارية تعنى بالتعبير عن المعانى الإنسانية من خلال الشکل والمادة، لکونها عمل يحمل أرقى السمات الفنية والمهارات الحرفية والأسس العلمية ، ولذلک يهدف البحث إلى "دراسة العلاقة الجمالية والفنية لدمج وتطويع التراکيب النسجيةفى استحداث صياغات نسجية ، من خلال التعرف على القيم الفنية والجمالية لها في التشکيل البنائى للمعلقة المنسوجة، وذلک لتوسيع آفاق الرؤية الفنية والإدراک الجمالىللتراکيب النسجية للارتقاء بالمعلقة المنسوجة".
وتکمن أهمية البحثفى الاستفادة من  الجماليات التشکيلية للتراکيب النسجية،وإدراک علاقاتها بالدمج والتطويع کمدخلاً يثرى البناء التشکيلى للمنسوج، وذلک بتوظيف القيم  الفنية والجمالية لها وما تضيفه من أبعاد تشکيلية فى المعلقة المنسوجة، والتىتتنوع فى أشکالها واستخداماتها ، فهى تمثل أرقى المنسوجات فى إحياء الرموز الفنية التى تستهدف الشکل الجمالى إلى جانب التعبير عن المعاني.
ومن أهم نتائج تجربة البحث أنها  أثبتت إمکانية استنباط صياغات تصميمية زخرفية تجمع بين البناء التشکيلى للتراکيب النسجية تتسم بالجماليات المتعددة التى أکدت على أنها وسيلة ومدخل يتيح لنا إدراک  وتذوق وصياغة رؤى جمالية جديدة تثرى التشکيل البنائى المعلقة المنسوجة، وقد أثبتت الأسس الجمالية بتلک التراکيب أنها لا تقتصرعلى المتعة الحسية بل تؤکد الحقيقة الفنية والقيمة الجمالية بتصميم العمل الفنى وتشارک فى تنمية الابتکار، کما أکدت على أن الرؤية الفنية والإدراک الجمالى لها هي  إحدى وسائل التقنية التشکيلية التىلها إسهامات واضحة فىتطوير المعلقة المنسوجة بشکل متنامي.مقـدمة
يعتبر النسيج من أقدم الفنون التى نشأت مع الإنسان ، وتتميز إبداعاته الفنية على مر العصور بخصائص جمالية کموضوعات للحس والذوق، مثلما تنطوي على حقائق تتعلق بالحياة. وهکذا نشأت الحاجة دائماً لفهم الفن والجمال ودورهما التاريخيفى عالمنا فکانت له وظيفته فى الوجود الحقيقى. فأعمال الفن التشکيلى بالإضافة إلى کونها تشتمل على الألوان والخطوط والأضواء، والظلال والملامس والإيقاعات، فهى تتضمن أيضاً الأبعاد الخيالية والعاطفية والرمزية ([1]).
وبالرغم من التقدم العلمي والتکنولوجي فى مجال الصناعات النسجية والتطورات الحديثة لها، إلا أن النسيج اليدوي هو تلک الممارسات اليدوية لإنتاج الکثير من الأعمال المنسوجةالتى تتضمن الجوانب الجمالية والابتکارية والنفعية، وبالاستفادة من دمج وتطويع بعض الخامات والتراکيب النسجية للحصول على جماليات متعددة بالمعلقة المنسوجة موضوع البحث.
فمجال النسيج اليدوي واحداً من مجالات الفن التشکيلىالذى يتضمن قدراً کبيراً من المعلومات والتدريبات على استخدام المهارات اليدوية المتصلة بالتراکيب النسجية خاصة، والعمليات النسجية الأخرى عامة، والتي تعد مدخلاً مبتکراً فى مجال التربية الفنية من شأنها أن تثرى المعلقات المنسوجة المتنوعة الاستخدام، کما أنها تضفى عليها الطابع الجمالي، حيث أن الإنسان هو الکائن الوحيد الذى يعمل بيده، والفضل فى مرکزه السامى بين سائر الأحياء يرجع لله سبحانه وتعالى وحده في هذا المجال، وتطويره المستمر لکل عمل يقوم به، وإضفاء المتعة للناظرين من خلال العمل الفني المبتکر.
ولما کانت التراکيب النسجيةهى الأساس فى صناعة النسيج ؛ لأنها تمثل العلاقة التى تربط بين خيوط السداء واللحمة لعمل التعاشق الذى يتکون منه المنسوج، فهى تعد من الأسس البنائية التى تحظى باهتمام کبيرفى مجال الابتکارات الفنية النسجية الآلية منها واليدوية على السواء، ولذا فالاستفادة من دمج وتطويع التراکيب النسجية المختلفة مثل "السادة، والمبرد، والأطلس" ومشتقاتهابموضوع البحث تعد من أهم المداخل الجمالية والتشکيلية المتنوعة، والتي لها الأثر الأکبر على تنمية بعض القدرات الابتکارية للدارس المتخصص.
ونجد أن أسلوبدمج وتطويع التراکيب النسجية يعد مدخلاً لإثراء مجال المعلقة المنسوجة  المبتکرة،والتى تنفذ على النول اليدوىفى الحصول على إيقاعات فنية جمالية من خلال أسلوب نسجها وزخارفها وألوانها وتخانات خيوطها، وکذلک توزيع مساحاتها اللونية بين خيوط السداء وخيوط اللحمة، وحيث أن فن النسيج من الفنون اليدوية التى تعبر عن الروح الإنسانية فى صورة مادية، کالمعلقات والسجاد والکليم اليدوى الذى له قيمته الفنية والإبداعية والنفعية والجمالية، ويرجع ذلک إلى تميزه وتفرده بين المجالات الفنية الأخرى.
ولهذا کان الاتجاهنحو الاستفادة من دمج وتطويع التراکيب النسجية البسيطة للحصول على ابتکارات فنية وجمالية جديدة تصلح کمدخل لإثراء المعلقة المنسوجة، والتى يرجع تاريخها إلى العصر الفرعونىوالقبطىوالإسلامىواستمرت حتى الآن، وأخذت تتطور وتهذب تبعاً لنمو الذوق العام متمثلاً فيها الجوانب الجمالية والإبداعية والنفعية، ومدى ما اشتهرت به فى مجال الفنون النسجية منذ العصور الأولى للإنسان، الأمر الذى دفع الباحث أن يربط بين التراکيب النسجية  من خلال الدمج والتطويع فى تصميم نسجى مبتکر يتميز بالإيقاعات الجمالية المتناغمة، سواء کان من خلال الترکيب النسجى أو العناصر التشکيلية المتنوعة، مضافاً إلى ذلک الخامة النسجيةمن خلال تطبيقات البحث العملية.
ويتناول البحث دراسة التراکيب النسجية ، والتى ينتج عن دمجها وتطويعها تأثيرات جمالية متعددة فى التصميم على ورق المربعات والتنفيذ على النول اليدوى، مثل الامتدادات والمشتقات النسجية بالمزج والتداخل بسطح المنسوج مع وجود اختلاف فى عدد الخيوط ونمرها وتأثيراتها اللونية والملمسية.
ونجد أن للمعلقة المنسوجة أهمية حضارية تعنى بالتعبير عن المعانى الإنسانية من خلال الشکل والمادة، حيث أنها ليست نسيجاً عادياً أو زخرفياً، ولکنها عمل يحمل أرقى السمات الفنية والمهارات الحرفية والأسس العلمية، فهى عمل يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالفن والحرفة، ووضع حدود مؤکدة للنسيج اليدوى توضح خصائصه ومميزاته التى  ينفرد بها عن غيره، وتعريفاً کاملاً بالمواصفات النسجيةالتى اتبعت فى هذا الفن قديماً وحديثاً ، والخطوات الفنية التى يمر بها هذا العمل منذ بداية فکرة موجزة حتى تتم ترجمته إلى نسيج موضحاً تلک الخطوات وأصولها. ولذا فالفن في هذا المجال يقوم بترقية العقول والأحاسيس وتدعيم القيم المرتبطة بالذوق العام وتهذيب النفس وحب العمل والابتکار.
 

الموضوعات الرئيسية